لطالما واجه المؤمنين في سبيل إيمانهم مصادر البلاء والعذاب ولكنهم صبروا وثبتوا على إيمانهم في سبيل الفوز بمرضاة الله عز وجل ودخول الجنة، قصة اصحاب الاخدود هي خير مثال عن صبر المؤمنين على إيمانهم بالله ضد الظلم والطغيان، فما هي تفاصيل قصة اصحاب الاخدود وكيف كانت بدايتها وما قصة الغلام المؤمن الذي كان من أصحاب الأخدود؟ كل هذا سوف نتعرف عليها معا في السطور التالية من خلال موقع مقالة.
قصة اصحاب الاخدود
قصة اصحاب الاخدود في التاريخ هي قصة حاكم طاغية كان يزعم بأنه إله، وكان له سحرة يتحكمون في الناس ويقومون بإغاوائهم وفتنتهم عن الديانات التوحيدية، ولما كبر طلب مساعد له لكي يقوم بتعليمه السحر، فجاءه فتى ذكي بدأ بدراسة السحر وفي أثناء تعلمه السحر التقى الفتى براهب مؤمن قام بدعوته إلى الدين الحق، وتردد الفتر في هذه المسألة وزادت لديه الحيرة بين هاتان القوتان قوة السحر وقوة الإيمان، لا يعرف أيهما الصواب، السحر أم دين التوحيد، وبعد ذلك هداه الله تعالى إلى الحق ونشط في إيصال الحق للناس ودعوتهم لدين التوحيد، وانتشرت دعوته لأن الله تعالى جعل بين يديه شفاء لأمراض الناس كالعمى والجذام، وعندما علم الحاكم الظالم بكل هذا حاول قتل الصبي بطرق مختلفة لكنه فشل، فأخبره الفتى على طريقة لكي يقتله به، وكانت الطريقة الوحيدة لقتل الصبي هي جمع الناس معا في مكان واحد، وتعليق الفتى على صليب ثم قتل الفتى برمي السهام ثم يصوب على الفتى وهو يهتف: “بسم الله رب هذا الغلام” فعل الحاكم كما قال الصبي بالظبط، فلما سمع الناس كلام الحاكم وهو يسمي باسم الرب تحولوا جميعا إلى الدين، لأنهم بذلك عرفوا أن الحاكم لا يستطيع أن يقتل الصبي بدون أمر الإله الحقيقي، وعند ذلك أمر الحاكم بإحراق كل من دخل في الدين الجديد في الأخدود العظيم.
قصة اصحاب الاخدود لابن كثير
في تفسير ابن كثير لسورة البروج التي تحكي قصة اصحاب الاخدود، يقول ابن كثير في تفسير آية قتل أصحاب الأخدود، أي لعنوا في الدنيا والآخرة وأخدود جمعها أخاديد وهو الحفر العميقة في الأرض، وأن سورة البروج تحكي خبر قوم طغاة مستبدين من الكفار الذين عمدوا إلى المؤمنين بالله عز وجل من رعاياهم وقهرهم وحاولوا فتنتهم عن دين الله وأرادوا أن يرجعوا عن دينهم ولكن المؤمنين تمسكوا بدينهم وثبتوا عليه ولذلك قام هؤلاء الطغاة بإحراق المؤمنين في الأخدود العظيم.
قصة اصحاب الاخدود مختصرة
تعتبر قصة اصحاب الاخدود من أشهر القصص الموجودة في الإسلام، وأعظم القصص التي تعبر عن مدى قوة الإيمان التي تجعل المؤمن يتحمل العذاب بالنار في الدنيا مقابل أن يثبت على إيمانه مرضاة لله عز وجل، وتشير القصة باختصار إلى ملك ظالم طاغي يقال أنه حاكم نجران اليهودي، وكان يعتبر نفسه إله ويجب على شعبه أن يحكمه، ولكن عندما آمن الشعب بالله وحده، ثار هذا الحاكم الطاغي على شعبه وأمر بحفر خندق كبير ووضع كل هؤلاء المؤمنين فيه وإحراقهم بالنار.
قصة اصحاب الاخدود في القرآن الكريم
عندما نبدأ في تتبع قصة اصحاب الاخدود من القرآن الكريم في سورة البروج نجد أنها تتبين في النقاط التالية:
- في البداية يبدأ قول الله تعالى بلعن الظالمين والطغاة الذين عذبوا المؤمنين بإحراقهم في النار في الأخدود الكبير، {قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود}.
- ثم بين الله أن الظلمة ظلوا يشاهدون المؤمنين وهم يحترقون وهم بذلك سوف يكونون شهداء على فعلتهم يوم القيامة، {إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود}.
- ثم يبين قول الله سبب كل هذا الظلم والحقد على المؤمنين وما كان إلا أنهم آمنوا بالله عز وجل، {وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد}.
- وبعد ذلك يبين قول الله عز وجل مصير هؤلاء الظلمة جزاء ظلمهم وكفرهم بالله عز وجل إن هم لم يتوبوا ويرجعوا عن كفرهم، {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق}.
- ثم يبين مصير المؤمنين الذين ثبتوا وصبروا على دينهم، {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير}.
من هو النبي الذي كان في قصة أصحاب الأخدود؟
يذكر بعض أهل التفسير الكبار أن أصحاب الأخدود وضحايا الأخدود أيضا كانوا من أتباع نبي الله عيسى وكانوا يعيشون في نجران في الفترة بين عيسى عليه السلام وبين بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقد اختلفت الروايات في هذا الأمر ولكن هذا هو المشهور بين أهل العلم.
من هو الغلام في قصة أصحاب الأخدود؟
تتمحور قصة اصحاب الاخدود حول الغلام الذي كان يعمل مساعدا عند سحرة الملك الطاغي، وهذا الغلام في فترة تعلمه السحر قابل راهب مؤمن بالله عز وجل، فقام الراهب بدعوة الغلام إلى دين الله فآمن الغلام وحسن إيمانه وصار يدعو قومه إلى الدين الحق وبالفعل كان الناس يستجيبون له خاصة أن الله وهبه قدرة على شفاء الأمراض المختلفة لهذا كان الناس يثقون به ويتقبلون الدين الجديد، وعندما علم الحاكم الذي كان يعتبر نفسه إله شعبه، حاول أن يقتل الغلام عدة مرات ولكنه فشل، ولكن الغلام ذهب إلى الحاكم بنفسه وأخبره أن هناك طريقة واحدة لقتله، وهي أن يجمع الناس جميعا في مكان عام ويقوم بتعليق الغلام على الصليب وقتله بالسهام وهو يقول بسم الله رب هذا الغلام، وبالفعل قام الحاكم بذلك وعندما سمعه الناس دخلوا جميعا في الدين الجديد، وعندها أمر الحاكم بإحراقهم جميعا في خندق كبير.
قصة اصحاب الاخدود من أهم القصص في الإسلام التي تشير إلى مدى قوة الإيمان وأهمية الصبر والثبات على البلاء والفتن مهما كانت.