منذ قديم الزمان ويسعى الإنسان دائمًا إلى عمل الحضارات العظيمة فيقوم بتعمير الأرض بالمباني الجليلة التي تشهد على قوة الحضارة وتفوق الإنسان في عمارة الأرض وأيضا تشهد على العقل المبدع الذي وهبه الله للإنسان، ومن هنا نشأت فكرة عجائب الدنيا السبع فهي تمثل سلسلة من الأعمال المعمارية الهندسية العظيمة تم اختيارها من قبل مجموعة من المؤرخين والرحالة اليونان، ومن خلال السطور التالية نلقي الضوء على عجائب الدنيا السبع القديمة والحديثة في موقع مقالة.
عجائب الدنيا السبع
عجائب الدنيا السبع حول العالم هي سلسلة من الإنشاءات المعمارية أو الآثار التي تشهد على الحضارات القديمة التي بناها الإنسان، وقد ظلت هذه العجائب حاضرة في عقول الناس بشكل كبير وما زال الكثير منها موجود، وتتمثل هذه العجائب السبع فيما يلي:
- هرم خوفو: هو الهرم الأكبر من أهرامات الجيزة في مصر، ويعتبر الوحيد من عجائب الدنيا الذي ما زال باقيا أثره حتى الآن، وقد بني هذا الهرم في عهد الفرعون خوفو ويقال أنه استمر بناؤه عشرين عام، وقد اختلف المؤرخون بشكل كبير في تحديد الطريقة التي بني بها هذا الهرم العظيم، فهذا الحجم الكبير مع دقة البناء وعدم وجود الإمكانيات الكافية في ذلك الوقت أدى إلى الحيرة وظهور العديد من النظريات التي تفسر كيفية بناؤه.
- حدائق بابل المعلقة: كانت ملكية خاصة للملك نبوخذ نصر في العراق، وتعددت الروايات الكثيرة التي تنقل مدى جمال وروعة وعظمة هذه الحدائق، ومن هذه الروايات التي تصف حدائق بابل المعلقة أنها كانت محاطة بجدران طويلة يبلغ طولها 90 كم وسمكها يقارب 24 متر، وتشير أيضا إلى أن هذه الجدران كانت مزدوجة وتحتوي بداخلها على أماكن عبادة وتماثيل وقلاع وهذا يدل على مدى عظم ورهبة المكان، وأصبحت هذه الحدائق الآن في الذاكرة فقط إذ أنها اختفت بفعل زلزال قوي في القرن الثاني قبل الميلاد.
- تمثال زيوس: تم بناؤه على يد النحات اليوناني فيدياس تكريم للإله زيوس في مدينة أوليمبيا اليونانية، وما يميز هذا التمثال أن تم بناء جسمه كاملا من الذهب والعاج ويحمل في يده صولجان به جميع أشكال المعادن الثمينة كما يجلس على عرش تم صنعه من خشب الأبنوس والذهب والأحجار الكريمة.
- هيكل أرتميس: يعود بناؤه إلى العصر الهلنستي، وقد كان عبارة عن معبد موجود في تركيا، وكان مصنوع بشكل كامل من الرخام ويحتوي على عدد كبير من الأعمدة الضخمة التي بلغ عددها 36، وما زالت بقاياه موجودة حتى الآن.
- ضريح موسولوس: قام ببنائه الحاكم موسولوس في تركيا لكي يتم دفنه فيه، ويحتوي على ثلاثة أقسام رئيسية هي القاعة الضخمة التي بها المقبرة، والأعمدة العملاقة المبنية على الطراز اليوناني، والهرم الذي عبارة عن 24 درجة.
- تمثال رودس: يعتبر التمثال الأطول والأضخم في العصر الهلنستي، تم بناؤه في جزيرة رودس اليونانية، وهو يمثل إله الشمس هيليوس، ولم يعد موجود الآن بسبب انهياره في زلزال.
- منارة الإسكندرية: كانت موجودة في مدينة الإسكندرية في مصر، وقد كانت عبارة عن بناء ضخم جدا بني من أجل إرشاد السفن إلى ميناء الإسكندرية اعتمادا على الإضاءة القوية من النيران.
شاهد المزيد حول: اكتشف عادات وتقاليد غريبة حول العالم ستذهلك
عجائب الدنيا قديما وحديثا
كما يوجد عجائب الدنيا القديمة التي وضحناها في الفقرة السابقة وهي هرم خوفو وحدائق بابل المعلقة وتمثال زيوس وهيكل أرتميس وضريح موسولوس وتمثال رودس ومنارة الإسكندرية، يوجد أيضا عجائب دنيا حديثة تم تصنيفها في عام 2007 م، وتتمثل هذه العجائب فيما يلي:
- تشيتشن إيتزا في المكسيك.
- تمثال المسيح الفادي في البرازيل.
- الكولوسيوم في رومانيا.
- سور الصين العظيم في الصين.
- مدينة ماتشو بيتشو وهي المدينة الضائعة بين الجبال في البيرو.
- مدينة البتراء في المملكة الأردنية الهاشمية في واد بين الجبال الرملية.
- تاج محل في مدينة أغرا في الهند.
عجائب الدنيا السبع بالترتيب
يمكن ترتيب عجائب الدنيا السبع على حسب عظمة المعمار من الأفضل للأقل كالتالي:
- هرم خوفو.
- حدائق بابل المعلقة.
- تمثال زيوس.
- هيكل أرتميس.
- ضريح موسولوس.
- تمثال رودس.
- منارة الإسكندرية.
عجائب الدنيا السبع في مصر
من ضمن عجائب الدنيا السبع القديمة تحتوي مصر على اثنين منها وهما:
- هرم خوفو: وهو الهرم الأكبر في الجيزة، وهو بناء ضخم عظيم أثار حيرة العلماء والمؤرخين في تحديد كيفية بناؤه، وهذا الهرم من الداخل يحتوي على كثير من الممرات الداخلية الطويلة والغرف التي تم بناؤها وفقا لمعتقدات المصريين القدماء لكي يضعوا بها احتياجات الفرعون من مأكل ومشرب للحياة الأخرى، وقد تم بناء الهرم باستخدام حوالي 2.3 مليون حجر من الأحجار الضخمة التي يصل وزن الحجر الواحد منها حوالي 2 طن، وبلغ ارتفاع الهرم إلى ما يقرب من 146 متر، ولكن بعد أن زالت قمته بفعل المناخ أصبح ارتفاعه 139 متر.
- منارة الإسكندرية: منارة الإسكندرية هي بناء ضخم وعظيم كان موجود في مدينة الإسكندرية في مصر وقد تم بناؤها في عهد بطليموس الأول، والغرض من بناؤها هو إرشاد السفن في البحر الأبيض المتوسط لكي تدخل ميناء الإسكندرية وذلك اعتمادا على الإضاءة القوية باستخدام النار، وكانت موجودة في جزيرة صغيرة في البحر الأبيض المتوسط قرب ميناء الإسكندرية تسمى جزيرة فاروس، ولكن تم هدم المنارة بفعل زلزال كبير جعلها تنهار وبني مما تبقى منها قلعة قايتباي.
وهكذا نكون ألقينا نظرة سريعة على عجائب الدنيا السبع القديمة والحديثة التي شهدت ومازال الكثير منها شاهدا على مدى قدرة وإبداع الإنسان على بناء المباني الضخمة الرائعة الجمال والقوة، فما زال بعض هذه العجائب موجود منذ آلاف السنين حتى الآن مثل هرم خوفو في مصر، وما زال الإنسان يقوم بتعمير الأرض وبناء المباني الضخمة وإنشاء الحضارات العظيمة.
